اختيار الوظيفة المناسبة
إن اختيار المهنة المناسبة يعتمد على معرفة طبيعة دنيا العمل بمعنى أصح هو اكتشاف التخصص الذي سوف يدرسه الفرد بداية من الكلية التي يدخلها، ومعرفة كافة أقسامها، وهل فرص العمل المتاحة بعد التخرج منها تناسبه أم لا، كما لابد أن يكون على علم كامل بسوق العمل في هذا التخصص وكم الصعوبات التي سوف تواجهه، وما هي المهارات التي سوف يحتاجها قبل الخوض في هذا المجال.
الفرق بين المهنة والوظيفة
يختلط الأمر علي الكثير منا في التفريق بين المهنة والوظيفة، لذلك سنذكر لكم الفرق وعليكم بحسن اختيار الوظيفة المناسبة والمهنة؛ فالمهنة هي عبارة عن عمل يقوم به الشخص لفترة طويلة ولكن الوظيفة تكون فترتها قليلة، كما أن المهنة هو عمل نقوم به بكل حب ويحتاج إلى تخطيط وأهداف واضحة، وتساعدك في التقدم فيها بشكل تدريجي ومنظم، فهي نتاج حصولك على دورات تدريبية مهولة، وخبرات اكتسبتها طوال السنوات الماضية، فإذا كنت تفكر في أهداف طويلة الأجل فعليك باختيار منهج المهنة، وفيما يلي بقية الفروق:
1. المهنة
كما ذكرنا فإن المهنة هي المنصب الذي تريد الوصول إليه في النهاية، أي مهنة المستقبل، تتميز المهنة بعدة مميزات فهي تضم فرص عمل طويلة الأجل، وتساعدك في النمو سريعاً في المهنة، وتوفر لك خبرة كبيرة، كما أنها تضمن لك راتب مادي كلما زاد نموك المهني، وتؤهلك للوصول إلى مناصب أعلى.
2. الوظيفة
هو أداء عمل ما لمجرد كسب دخل شهري، فتكون قصيرة الأجل، وتحتاج إلى خبرات معينة لتصل إلى الدخل المطلوب، وكافة الوظائف التي عملت بها تكون في قائمة الخيرات التي تبدأ بها مهنتك، وهي لها مميزات منها تهيئة نفسك لمعرفة الأشياء التي تحبها، والمهنة المناسبة لك، ولكنها بها عيوب وهي:
- تعطي لك دخل مادي قليل.
- توفر لك خبرة قليلة.
- ينمو عملك المهني ببطء.
- لا تتناسب مع مبادئك.
وفي الغالب لابد أن تمر بمرحلة الوظيفة حتى تصل إلى المهنة، وتصل إلى أعلى راتب مادي ونمو مهني كما تخطط، فالمهنة تحتاج إلى تعليم معين، ومهارات معينة، كما أنها تقدم لك الرضا الذي تحلم به والإنجاز الذي تأمل بالوصول إليه، على عكس الوظيفة فتكون وسيلة معينة لجلب المال لسداد متطلبات الحياة ليس إلا.
المهنة المناسبة لشخصيتك
يجب تحديد أولوياتك أولاً وما هو الذي تحبه تبعاً لطبيعة شخصيتك، وبعد ذلك تحديد مهاراتك المتواجدة لديك، وما هو الذي ينقصك وتحاول الحصول عليه من خلال دورات تدريبية، فأنت ربما تكون مناسب لأكثر من وظيفة ولكن يعتمد ذلك على معرفة نفسك أولاً وميولك، وأهدافك، حتى تتمكن من المثول في المكان الصحيح، وتصبح وظيفة المستقبل بالنسبة لك؛ فتعرفوا معنا على ميول كل شخصية لاختيار الوظيفة المناسبة لها:
1. الشخصية الاجتماعية
عادةً تحب الشخصية الاجتماعية الوظائف التي بها علاقات اجتماعية كثيرة، وتميل إلى الوظائف التي تناسب طبيعة شخصيتها، فننصح تلك الشخصية بامتثال المهن الخاصة بالإعلام أو الوظائف التي تقدم خدمات اجتماعية، وهي تناسب كليات الإعلام، والآداب، والتربية.
2. الشخصية العاشقة للفن
إذا كانت هوايتك منذ الصغر هي الرسم على لوحات صغيرة، فستكبر معك هذه الهواية وتفضلها أكثر عند الكبر، وستحب أن يكون هذا مجالك العملي، خاصةً إذا كان منزلك عبارة عن لوحة فنية مصغرة، فننصحك بدخول كلية فنون جميلة وسلك هذا المجال أو التربية الموسيقية إذا كنت ميال للغناء والعزف على الآلات الموسيقية.
3. الشخصية الواقعية
يميل صاحبها إلى اقتناء عمله بنفسه، ولا يحب التقيد بأحد فيتجه إلى الأعمال اليدوية والشغل الحر والعمل الفردي، فيمكنه دخول مجال الهندسة، التجارة، أو الزراعة، أو الكليات الخاصة بعلم الحاسب الآلي، فهي تناسب أيضاً الشخصية التي تحب التقنيات والبرمجة، أو مجال التكنولوجيا بشكل عام.
4. شخصية محبة للسفر
يناسب أصحاب هذه الشخصية الوظائف التي تتطلب السفر باستمرار، مثل مجالس السياحة فيمكن أن تنضم إلى فريق عمل خاص بشركة سياحية وتكون منظم أو مشرف لهذه الرحلات، وكذلك مجال الطيران، فقد تعمل كمضيف جوي، أو مرشد سياحي فيمكنك اختيار أكثر مهنة تناسب طبيعة شخصيتك.
5. أصحاب الكتابة البارعة
الصحافة هي فن الكتابة، فهناك العديد من الكتاب البارعين وما زالوا مغمورين، فإذا كنت تملك موهبة الكتابة وتستطيع إيصال رسالتك ووجهة نظرك بأسلوب ممتع وراقي إليك كلية الإعلام قسم الصحافة، كما يمكنك كتابة الأغاني والأشعار أو سيناريو لفيلم هام وتقوم بعرضه على المنتجين المهتمين.
5. الشخصية المثقفة
نقصد بها هنا الشخصية المحبة للغات، فإذا كنت تملك حب اللغات وحب تعلمها، فسوق العمل هنا واسع، فيمكن العمل بالترجمة في مكاتب الترجمة المتعددة أو كعمل حر على مواقع الإنترنت، أو العمل بالشركات الفرنسية أو شركات السياحة فتكون في مكان الاستقبال أو الاستعلامات؛ فلكي تتمكن من اختيار الوظيفة المناسبة عليك تحديد شخصيتك.
خطوات اختيار العمل المناسب
يحتاج العمل المناسب إلى تقييم النفس كما ذكرنا، وتدوين كافة إجابات التساؤلات المطروحة، فالمهارات والميول تحدد طبيعة المجال الذي يركض إليه الإنسان، ويظل هو مجال عمله دائماً، وبعد ذلك ستتمكن من معرفة قائمة المهن الموجودة ومعرفة كافة المجالات والتخصصات التي تخص كل مهنة، مع تحديد المهن التي تناسبك، وتقليل قائمة المهن إلى 10 فقط بناءاً على المهارات التي لديك أو المهارات التي يسهل عليك أن تصقل نفسك بها؛ ثم عليك بعمل التالي:
1- أخد دورات تدريبية
بعد دراسة تخصصات كل مهنة وتحديد أكثر من مهنة تناسبك، لابد من عمل دراسة كاملة حولها وحول المهارات التي لابد من توافرها فيك، مثل هل تحتاج إلى لغة؟ أو معرفة معينة بالحاسب الآلي، ثم عليك بالبحث على المراكز التي تقدم هذه الدورات التدريبية، والالتحاق بها لكي تنمي مهاراتك وتلتحق بالوظيفة.
2- اختيار المهنة
مع تقليل عدد المهن الموجود بالقائمة إلى 10 اختيارات فقط يمكنك تقليل العشر اختيارات إلى أقل من ذلك بناءاً على متطلبات سوق العمل الخاص بكل مهنة، وبناءاً على ما تعلمته واستبعاد المهن التي لا تناسب ميولك، أو التي يصعب عليك مواكبة سوق عملها، حتى تصل إلى مهنتين فقط فيكون سهل عليك الاختيار من بينهما أو السعي في كلاهما.
3- تحديد الهدف
من طرق اختيار الوظيفة المناسبة هو تهيئة نفسك بالكامل على أنها تكون وظيفة العمر وتكون راضي عنها تماماً تبعاً للمعلومات التي تم تدوينها، ثم لابد من تحديد هدف وغاية له، والأهداف تحتاج إلى خطط منها ما هو قصير الأجل، وما هو طويل الأجل، وتحديد متطلبات الأهداف كذلك.
4- عمل سيرة ذاتية
السيرة الذاتية هي أساس لفت انتباه أصحاب الشركات، فهي بمثابة إعلان عن نفسك والفرصة الوحيدة التي تجعلك تحظي بالوظيفة المناسبة من بين الكثير من المتقدمين لها، وحاول أن تجد أكثر من وظيفة لكي تزداد فرصتك في العثور على مكان شاغر؛ كما يمكنك تقسيم سيرتك الذاتية إلى معلومات شخصية، والمؤهلات والخبرة في مجال العمل، والدورات التدريبية والمهارات والهوايات، مع إضافة معلومات صحيحة بها.
5- إجراء مقابلات
قبل تحديد موعد المقابلة الخاصة بالعمل يجب تحديد الغرض الحقيقي من ورائها، والمعلومات التي لابد من الإدلاء بها فيها وهي إبراز إمكانيات شخصيتك، فاستعد لها كثيراً وتعرف على الأسئلة التي يمكن أن يتم إلقاؤها عليك، والإجابات المناسبة لها، وتمرن على ذلك كثيراً.
6- العمل والتجربة
إذا تم اختيارك في وظيفة ما فعليك بالتجربة، فهي التي تحدد مصير مستقبلك، فهناك فرص عمل تكون بدوام غير كامل، فيمكن اعتبارها بمثابة تدريب بسيط على طبيعة العمل والمكان، فيمكن بعدها اتخاذ القرار ومعرفة هل تناسبك الوظيفة أم أخطئت في الاختيار وعليك بمراجعة قراراتك وأهدافك مرة أخرى لاختيار الوظيفة المناسبة.
عوامل تساعد على اختيار المهنة
نقصد هنا المعايير التي تجعل الشخص أولى بالوظيفة الشاغرة عن غيره، وهي عوامل يراها فيك صاحب العمل ويقرر هل متوافرة بداخلك أم لا، ويضع لكل عامل نسبة معينة فيتم بها مقارنة كل المتقدمين واختيار الأشخاص التي تكون نسب المعايير لديها مناسبة للوظيفة، ومن هذه المعايير مستوى التعليم فهل يتطلب هذا العمل مستوى تعليم عالي أو متوسط، أو يحتاج إلى لغات معينة، بالإضافة إلى العوامل التالية:
سنوات الخبرة
بالطبع يفضل أصحاب العمل اختيار الشخص الذي يمتلك خبرة أعلى من غيره في هذا المجال، فتجعل ممارسته للعمل أسهل وأسرع، فيتكيف مع البيئة العملية، ويكون ضامن حقيقي لنجاح الفرد في العمل وهذا ما يفيد مصلحة العمل والشركة في الأساس.
القوة الجسمانية
يحتاج أصحاب العمل إلى قوة جسمانية معينة للموظف، أو مظهر معين، فهناك مهن تحتاج إلى طول معين، أو قوة في الذراع، أو الأناقة في الملبس، مثل الموظفين العاملين في المبيعات أو التسويق، فهي عوامل تساعد في اختيار الموظف الأنسب.
صفات الشخصية
حالته الاجتماعية هل تناسب طبيعة العمل أم لا، وكذلك ساعات العمل ومتطلباته، بالإضافة إلى أدائه الجيد في المقابلة الشخصية، وهل تحدث بلباقة أم لا، هل واثق من نفسه أم لا، وهل مستعد للعمل تحت ضغط ويفضل العمل الجماعي ويشجعه، بالإضافة إلى ثقل المعلومات الموجودة في سيرته الذاتية، وفهمه لمجال العمل وقوانينه.
استعداد الشخص للتعلم
هل لدى الشخص المتقدم للوظيفة استعداد لتعلم شيء جديد، أو يحب تطوير مهاراته العلمية والعملية، وهل سيحب الالتحاق بمكان أفضل مما هو فيه الآن، أم يحب المكوث في وظيفته ومكانه للأبد، وما هي أحلامه وأهدافه ومخططاته، فكل ذلك عوامل تساعد على اختيار العمل المناسب.
معايير اختيار العمل المناسب
هناك معايير تحدد كيفية اختيار الوظيفة المناسبة، فعلى سبيل المثال هل يقدم العمل حرية شخصية في الإجازات، أو العطلات الرسمية، وهل هي تناسبك أم لا، فإذا كنت سيدة ومتزوجة ولديك أبناء هل يناسبك طبيعة عمل كذلك وعدد ساعات عمل طويلة، لذلك ننصح بضرورة التعرف على المهن ومتطلباتها، لتحديد المهنة المناسبة، وتقديم فيها أفضل ما لديكم دون الشعور بالضجر وعدم الرضا، بالإضافة إلى ما يلي:
- أداء الشركة وتعاملها مع موظفيها، هل هناك مساواة وتكافؤ، واحترام للموظفين وتقدير لأدائهم وتفانيهم في العمل.
- الشعور بالانتماء للشركة وأنكم فرد من أفرادها، وليسوا أشخاص مسيرين فقط.
- هل تحمل الشركة قائمة بعدد من المناصب العليا أو ما يسمى بقائمة الترقيات، وهل مناسبة للكل أم لأشخاص معينة.
- العائد المادي الخاص بالعمل فهو يعني التحفيز، والتقدير والشعور بالامتنان تجاهك؛ فهل هو موجود بالفعل؟ ويناسبك؟.
كيفية اختيار مهنة المستقبل
إذا كنت تبحث عن وظيفة المستقبل فعليك بتقييم الزمن الحالي، فيشغل زمننا الحالي التكنولوجيا وعلوم الحاسب الآلي، فذلك ما سيتوافر في المستقبل بالطبع، لذلك أولاً عليك بمعرفة هل ستكون هذه الوظيفة مستمرة في المستقبل أم أنها وظيفة مؤقتة وستنتهي، وينطبق ذلك على مجالات كثيرة غير علوم التكنولوجيا منها الهندسة وغيرها؛ لذلك فكر جيداً وتعرف على سوق العمل غير المستقر لتحديد وظيفة المستقبل.
كيف أعرف المجال المناسب لي
بالبحث، فالبحث يساعدك على التعرف على متطلبات كل عمل ومميزاته وعيوبه، حتى تتمكن من تقليل الاختيارات المتاحة أمامك واختيار الوظيفة المناسبة، كما يمكنك توجيه أسئلة لأشخاص يعملون في هذا المجال بالطبع وتتعرف منهم على المزايا والعيوب، لكي يكون لك تصور واقعي للعمل، وتبدأ بعدها في أخذ القرار المناسب، كما يمكنك عمل تلاقي للأسئلة من خلال وضع إجابة لسؤال ” ما هي المهنة المناسبة لي”، مقابل إجابة سؤال” ما تحتاجه الشركات بالفعل”، ستجد الإجابة في السؤالين توجهك إلى العمل المناسب، بالإضافة إلى:
توجيه بعض الأسئلة إلى النفس
لكي تحدد مصيرك في العمل عليك بتحديد الأولويات والأهداف، فهل يلفت نظرك العامل المادي أم العمل في حد ذاته؟، وهل أنت تحب العمل بمفردك، أم العمل الجماعي؟، وهناك عدة أسئلة أخرى يمكنك طرحها على نفسك لاختيار المهنة المناسبة لك وهي:
- ما هي المهارات التي امتلكها؟
- كيف يمكنني تقديم أفضل ما لدي للمكان الذي سأنتمي إليه؟
- ما هي قدراتي في مواجهة التحديات الصعبة ؟
- استطيع مواجهة تغيرات بيئة العمل المفاجئة أم لا؟
- هل أحب أن أكون مدير أم مجرد موظف في منصب إداري؟
- لدي قدرة على شرح الأفكار للناس وتقديم عروض أم لا؟
- هل أجيد التعامل مع الأرقام والحسابات أم لا أحبها؟
قراءة قصص النجاح
حفز نفسك بقصص النجاح الخاصة بالشباب الناجحين كيف تمكنوا من البحث مراراً وتكراراً وتحفيز نفسهم على الوصول إلى أهدافهم، فذلك يكون شحن لطاقتك وتحفيز للنفس لكي تصل إلى مكانهم وقد يلفت نظرك إلى خطوة لم تخطيها بعد وتجربها.
تقييم وضعك المالي
هل يسمح وضعك المالي بأخذ دورات تدريبية بمبالغ باهظة؟، حتى وإن كانت هامة لسوق العمل الذي اخترته، فعلى الرغم من توافر الدورات التدريبية على الإنترنت ولكنها لا توفر لك شهادة معتمدة يمكن لأصحاب العمل اختيارك بها، لذلك حدد الوضع المالي وما يمكنك دفعه وابحث عن مراكز معتمدة توفر منح دراسية مجانية.
المستوي المادي للعمل
هل يوفر لك هذا العمل الأمان المالي الذي تحتاجه؟، فإذا كنت رب أسرة، أو تفكر في المستقبل، فهل ستكون مناسبة مع حالتك الاجتماعية، أو مع الأهداف التي تريد الوصول إليها فيما بعد، هل ستكون داعمة كافية لعائلتك أم ستحتاج إلى وظيفة أخرى بجانبها لتلبي متطلبات الحياة.
أخد آراء المقربين منك
يمكنك طرح عدة أسئلة على المقربين منك من الأصدقاء والمعارف، وتعرف منهم ما هي قدراتك وكيف يروك؟، فكل ذلك يشكل فارق في المعلومات التي تجمعها، فيحدد لك مجال العمل المناسب، فهل يروك مجازف، أم لا تحب المخاطرة، وهل يروك مجتهد أم كسول، حتى تتعرف على نفسك من خلال أعين الغير.
ختاماً، اختيار الوظيفة المناسبة يعتمد على عدة عوامل، منها طبيعة الشخصية، المهارات، وقدراتك العقلية والجسمانية، وطبيعة العمل من مميزات وعيوب؛ فكل ذلك يؤثر على اختياراتك ويجعلك تحدد بدقة مجال العمل المناسب دون تردد، ففكر بشكل جيد قبل اختيار وظيفة غير مناسبة لك وتظل فيها طوال العمر غير راضياً عن أدائك فيها وترى نفسك في مكان آخر.